سيدي بوزيد في 19 أوت 2011
الهيئة المحلّية لحماية ثورة 17 ديسمبر 2010 بمدينة سيدي بوزيد.
بيان عدد 3 :
إن ما تشهده البلاد اليوم من التفاف كبير على الثورة يتجلّى في تسخير الجهاز القضائي لحماية رموز الفساد الذين كانوا سندا لبن علي في تعميم القمع و النهب و تبرير الدكتاتورية و كذلك في احتفاظ أزلام التّجمع بوظائفهم في مختلف الادارات و الوزارات بتواطؤ من الحكومة الحالية و باصرار منها و عدم اماطة اللثام على كثير من الجرائم التي وقعت بعد 14 جانفي بمختلف الجهات كالنهب و الحرق و إثارة الفتن بين العروش و استعمال الميليشيات ,بتدبير من أطراف مشبوهة معروفة من الدوائر الأمنية و الحكومية فضلا عن عدم محاسبة قتلة أبنائنا قبل 14 جانفي.. كلها أمور تدعو إلى التأكيد على أنّ هذه الحكومة لا تريد خيرا بهذا البلد و تدفع بالأمور نحو التأزّم و الانفلات.
إن خطاب قايد السبسي يوم 18 أوت يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يضرب عرض الحائط كل آمال الشعب في التغيير و الاصلاح و يرسّخ النفس الدكتاتوري من خلال تهديده الواضح لبعض الحضور و التلويح ببقائه حتى بعد 23 أكتوبر.
إنّ الهيئة المحلية لحماية ثورة 17 ديسمبر بمدينة سيدي بوزيد تنبه إلى خطورة الموقف و تدعو كل قوى المجتمع المدني للتصدي الحثيث لمسار الحكومة المشبوه و أن لا تكون المصالح الحزبية على حساب مصلحة الشعب المقدسة.
إنّ سيدي بوزيد و رغم دورها النضالي الكبير و معاناتها الشديدة من التهميش طوال الحقبتين البورقيبية و النوفمبرية , مازالت إلى اليوم مستهدفة من الحكومة الحالية و يتّضح ذلك في غياب مشاريع التنمية الحقيقية و بروز الحلول الترقيعية كآليات الحضائر التي تشوبها كثير من الشبهات ,و الارتفاع المشطّ للأسعار و التعامل الأمني العنيف مع أبنائها.
تطالب الهيئة بالكشف عن ملابسات استشهاد ثابت حجلاوي و اطلاق كل المعتقلين من مناضلي الجهة الذين يمثلون الشباب الأصيل لثورة 17 ديسمبر و سببا مباشرا لدحر بن علي , كما تطالب سلط الاشراف الجهوية و الوطنية بالتكفل بعلاج الشاب مجد هاني المصاب في عينه يوم 18 ديسمبر علما أن اصابته خطيرة و تستوجب تدخلا عاجلا.
رغم الالحاح الكبير من الهيئة على تطهير المدينة من رموز الفساد إلا أن تواجدهم في وظائفهم الادارية و الجمعياتية متواصل , رغم جرائمهم المعروفة للقاصي و الداني في العهد البائد بل وصل الأمر ببعضهم لتسخير الميليشيات ليهددوا بها القوى الحية بالجهة التي ترفض بقاءهم في مراكزهم نظرا لخطورتهم على الجهة.
إن الاحتجاج على المدير الجهوي الجديد للتربية لا يجب أن يستثني عددا من رموز الفساد في الادارة الجهوية للتعليم معروفين بانتسابهم للجنة المركزية للتجمع و بخدماتهم للبوليس السياسي و بمؤازرتهم المشبوهة لنظام بن علي و هم أساسا من رؤساء المصالح بهذه الادارة .إن التركيز على طرف دون آخر من رموز الفساد يؤجج الصراعات العشائرية و يدفع بالجهة إلى أتون الفتنة.
تحيّي الهيئة كل الصادقين من أبناء الجهة , الغيورين على مصلحة سيدي بوزيد و تونس دون حسابات ضيّقة و تشدّ على أياديهم من أجل استكمال استحقاقات الثورة كما تحذر أن كل عمل مشبوه مصدره أساسا أزلام النظام البائد الذين يسعون إلى الهدم و يستفزّهم البناء و الاصلاح.
عاشت ثورة الحرية و الكرامة ... المجد للشهداء و لدمائهم الزكيّة.
عن الهيئة المحلّية لحماية ثورة 17 ديسمبر 2010 بمدينة سيدي بوزيد.
-----------------------------------
زوروا صفحتنا على الفايسبوك لقراءة المزيد
فاروق صماري
Très démagogique et anti-démocratique!
RépondreSupprimer