mercredi 13 avril 2011

واقع المكارم و مستقبلها في عيون اهلها


لا يختلف اثنان على مدى حرمان ولاية سيدي بوزيد من مقومات العيش الحضاري مقارنة بغيرها من جهات البلاد في ظل غياب المنشات و المصانع المحترمة والعزوف عن استيعاب طاقة شباب الجهة للنهوض بواقع هذه الولاية الذي لا يرضي اي تونسي شريف
توجهت  الشروق الى بعض جهات المنطقة التي تختلف خصائصها بما من شانه ان يجعل منها ذخرا للاقتصاد الوطني بصفة عامة لاستجلاء رؤى ابنائها حول حاجات المنطقة الملحة لدفع مسيرة التنمية بها.
الانطلاقة كانت من جهة المكارم التي تبعد 24 كلم من مركز الولاية و تعد من اكبر عمادات معتمدية سيدي بوزيد الشرقية و هالنا حال الطريق المؤدي لها و الذي يعتبر حسب راي ابنائها اول مظهر من مظاهر تهميش جهتهم التي تعد ما يزيد عن 8000 ساكن اغلب شبابها من اصحاب الشهائد العليا . الاغلبية الساحقة منهم اظطرتهم مصاعب ريفهم الى النزوح نحو مختلف جهات الجمهورية و مع ذلك فقد بادروا  منذ فترة الى انشاء صفحة على الفايسبوك  * تهدف الى التعريف بهذه الجهة جغرافبا و اقتصاديا و ثقافيا و فلاحيا و صحيا و تربويا وهي موجهة الى كل ابنائها و الى كل من لا يعرف هذه الجهة الصغيرة في حجمها والكبيرة في اهميتها *حسب ما ورد في تعريف الصفحة. راصدين فيها مختلف نقائص الجهة مضمنين اياها ابرز التدخلات العاجلة التي من شانها ان تنهض بها .
يستشرف الدكتور منور بدري(استاذ مساعد بمركز البيوتكنولوجيا بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية) مستقبل منطقته فيرى انها في اشد الحاجة الى اخذ فرصة ترنو من خلالها الى واقع افضل على خلفية تطلعات الاهالي لدعم مجهود الدولة, فيناشد المسؤولين الى ضرورة زيارة المنطقة للاطلاع المباشر على مآسيها و معاينة وضعها المزري في ظل غياب عديد المرافق الاساسية على غرار حرمانها من معهد ثانوي رغم عدد التلاميذ الهائل و التنوير العمومي اللازم و البنية التحتية من ارصفة و طرق. واعداد المسالك الفلاحية و انشاء مناطق صناعية بالجهة لمعاضدة المنتوج الفلاحي معبرا عن الحاجة الملحة الى بناء مستشفى جهوي لا سيما و ان العديد من ابناء الجهة العاملين في الميدان الصحي يؤكدون الحاجة الملحة لبعثه بقرية المكارم و تقريب  هذه الخدمة الاساسية من الاهالي وبعث خلية ارشاد و توجيه لتعصير الانتاج و دعم الانتاجية و التوجه الى مسح المنطقة عقاريا و تمكين الفلاحين من شهائد ملكية لاراضيهم و تكوين نقابة اساسية تضمن حقوق الشغيلين و الفلاحين مساندة لهم و تحفيزا لمساهمتهم في الرقي بوضع الجهة.
حسام بدري 28 سنة خريج تعليم عالي عاطل عن العمل يرى ا ن اول مطلب لابناء المكارم هو توجيه نظرة محترمة لفلاحيها و الاخذ بيدهم في حفر الابار الارتوازية ودعم بعث المناطق السقوية و مساندة من يرغب في بعث مشاريع خاصة و عدم تعسير اجراءاتها مستشهدا بحادثة لاحد متساكني المنطقة الذي رفض طلبه في بعث مشروع مخبزة على خلفية ان المصلحة المختصة  قد وافقت على مثل هذا المشروع في مناطق مجاورة . املين ان يتم الوفاء بالاجراءات المعلن عنها من قبل مصالح البنك التونسي للتضامن الذي و ان كان قد اعلن عن التخلي على شرط الضامن للتمتع بالقروض الا انهم تفاجؤوا بان ما قيل في هذا الصدد لا يعدو الا ان يكون مجرد مماطلة لا تحترم مستويات قاصديه.
 تدخل احد الفلاحين و يدعى عمار بن الهادي بدري ,50 سنة , الذي اشار الى ان المكارم تعاني من عزلة مميتة معربا عن امله في ان يعاد النظر في تواصل المنطقة بغيرها من المندن و القرى المجاورة على غرار مدينةحاجب العيون بما من شانه ان يضفي على الجهة جانبا معتبرا من الحركية التجارية وبالتالي استنباط العديد من موارد الرزق من خلالها . لا سيما بعد تحويل وجهة العديد من المشاريع الحيوية الى مناطق مجاورة على غرار الطريق الذي كان مبرمجا للربط بين منطقتهم و منطقة فائض و الذي كان من المفروض ان يساهم بشكل كبير في تعزيز الحركية التجارية علما و ان مربي الابقار يؤمنون يوميا قرابة 5000 لتر من الحليب قابلة  للازدياد , , مضيفا بان جهتهم كانت قد تحصلت على منحة بقيمة 8 مليون دينار من جانب فرنسي للنهوض بالقطاع الفلاحي من خلال توفير المياه ودعم المناطق السقوية  و استبشر الاهالي به كثيرا لكن و الى اليوم لم يفهموا سبب تجميد هذا المشروع المرتقب , من نقاط الاستفهام الكبرى ايضا تعمد ادارة الغابات تخصيص مساحة شاسعة جدا للمرعى ليست لها فائدة مهمة للاهالي الذين  يتمنون لو تتم اعادة النظر فيها لاستغلالها الاستغلال الامثل لخصوبتها و لان اشجار الاكاسيا الموجودة عليها بكثرة من شانها ان تستنزف هذه الخصوبة .

هذا و تجدر الاشارة الى ان العديد من ابناء الجهة من حققوا مستويات علمية باهرة جدا شجعتهم ظروف الجهة القاهرة  و انعدام البنية التحتية التي حالت دونهم و امكانية بعث المشاريع التنموية الى المهاجرة فحُرمت الجهة مما كانوا قادرين على تحقيقه من نقلة نوعية شاملة و خسرتهم الولاية عموما .

عن احلام عمارة فرحاني

فاروق صماري

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire