استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا والصمت المريب
رغم الحصار الإعلامي المعلن في كافة أنحاء
سوريا ورغم اتباع الأجهزة الأمنية فيها كل السبل المتاحة لديها لغرض منع وصول صورة
حقيقية لما يجري في داخل سوريا إلى الخارج، تتوارد الأنباء يوميا عما يجري داخل
هذا البلد من قتل وقمع واعتقال وتعذيب وسجن للمواطنين العزل. ويجري كل هذا على مرأى من الرأي العام العالمي
والعربي والمحلي، ولعل الآن باتت الصورة جلية تماما، فالأوضاع في سوريا هي عبارة
عن ثورة حقيقية لشعب يتطلع إلى غد أفضل يضمن فيه كرامته وحياة تشع منها الحرية والأمل،
ثورة للمطالبة بالحقوق الحقيقية للشعب.
وبدلا من اللجوء إلى أبشع الوسائل لمنع هذا
الحق عن الشعب من الحري به الاحتكام إلى منطق العقل والكف عن التمادي في
الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تمارس ضد المواطنين و التي تقشعر لها الأبدان وتذكرنا بأكثر الأنظمة
ظلامية في التاريخ البشري، يجب فتح الباب أمام الشعب لكي يختار نظاما بديلا يكون أكثر
ملائمة وتطلعاته نحو المستقبل، حتى انه (ورغم الحصار الإعلامي المفروض على المدن السورية
) لايمر يوم دون أن نسمع آو نقرا آو نرى خرقا فاضحا لانتهاك حقوق الإنسان من عبر
الوسائل الإعلام المختلفة.
ولعل الأكثر إيلاما في هذا السياق هو
التزام العديد من الشخصيات و الهيئات والمنظمات الداعية لحقوق الإنسان جانب الصمت
جراء كل تلك الجرائم التي يتعرض لها الشعب السوري من أقصى البلاد إلى أقصاه، إن هذا
الاستحياء أو الصمت المريب و المخزي الذي يلف موقف هؤلاء جراء ما يحصل في الشارع
السوري. أو ليس من الغريب حقا أن تنادي شخصية أو منظمة بضرورة مراعاة حقوق الإنسان
لسنين عدة ويأتي في نهاية المطاف ليتخذ موقفا سلبيا إزاء هذه القضية ؟
وختاما أقول انه قد آن الأوان لكي يتخذ
الجميع ( داخل سوريا وخارجه ) وخصوصا كل أولئك الذين دعوا إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان
وعملوا بإخلاص في هذا المضمار لسنين عدة موقفا حازما وصريحا وواضحا تجاه ما يحصل
في سوريا من خروقات مستمرة لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وحسم اتخاذ قرار يتناسب
والدعوات التي تنادي بها البشرية منذ عقود من الزمن بضرورة حفظ كرامة الإنسان و
احترام حقوقه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire